الطّريق الطّويلة بين حيفا والقدس..

كتب الصحفي والمربي الذي يسكن القدس، إيتاي فليشر

حدّد مؤتمران في البلاد الأسبوع الماضي أحلامًا مختلفة جدًّا لمستقبل هذه البلاد. الأوّل في القدس، حضره يهود متدينون في المقام الأول، وآخر في حيفا جمع جمهورًا مختلطًا من الشباب الإسرائيليين والفلسطينيين.

مؤتمر القدس حمل شعارات "تهجير الفلسطينيين من غزة هو الذي سيجلب السّلام فقط". أمّا في مؤتمر حيفا فكانت الرسالة: "نحن مقدّر لنا أن نتقاسم هذه الأرض معًا".

في مؤتمر القدس رقصوا بفرح على أنغام الموسيقى داعين هاشم لإحضار المسيح إلى صهيون والانتقام لأعدائنا، بينما افتتح مؤتمر حيفا بغناء جوقة شباب القدس "أريد أن أجعل هذا المكان بيتنا" بالعبرية والعربية والإنجليزية.

ادّعى حضور مؤتمر القدس أن المستوطنات تجلب الأمن فيما قال الحضور في حيفا أن المساواة والشراكة تجلبان الأمن.

حضر مؤتمر القدس 11 وزيرا و15 عضو كنيست من الائتلاف الحاكم، بينما لم يحضر مؤتمر حيفا سوى عضو كنيست واحد فقط، وهي محسوبة على المعارضة.

تم تنظيم مؤتمر العودة للإستيطان في غزة من قبل مجموعة مستوطني (نحالا) ورئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية يوسي داغان. فيما نُظّم مؤتمر "السلام والمساواة" في حيفا من قبل حراك "نقف معا" ، بقيادة رولا داود وألون لي غرين.

طغى على مؤتمر القدس سيل من الأعلام الزرقاء والبيضاء، فيما لم يُرفع في مؤتمر حيفا أي علم على الإطلاق. وعلى الرغم من أن كلا المؤتمرين حضرهما أكثر من 1000 شخص، إلا أن مؤتمر القدس حظي بتغطية إعلامية واسعة في إسرائيل والعالم، في حين لم يحظى مؤتمر حيفا أي تغطية إعلامية تقريبًا.

ومن دون رؤية حكومية لليوم التالي للحرب، قد تصبح إحدى هذه التوجّهات مهيمنة سواء الإقصائيّة أو المشتركة ، لكن علينا ألّا ننسى حقيقة أنّ حياة جميع الناس بين النّهر والبحر تعتمد على اختيارنا للطريق الصحيح.
من أجل أطفالنا جميعًا، آمل أن تختاروا طريق السلام…

◀️المصدر: إيتاي فليشر
🔗الرابط: https://katzr.net/932ada
📷الصورة: من مؤتمري حيفا والقدس

#حيفا #القدس #استيطان #حياةمشتركة #تهجير

https://www.facebook.com/635037348668460/posts/779267644245429