تم تسريب آخر مساحة مفتوحة في البلدة القديمة من القدس
صفقة عقارية في القدس تشمل مصالح أجنبية ومزاعم فساد وتورط عناصر يمينية متطرفة. عندما رأى البطريرك الأرمني ما حدث لنظيره اليوناني الذي وافق على صفقة مماثلة ، سرعان ما انضم إلى المعارضين، ولكن قد يكون الأوان قد فات بالفعل.
في الوقت الذي تهز فيه الحرب في الجنوب حياة الإسرائيليين والفلسطينيين، يمتعض سكان الحيّ الأرمني في القدس من قضية أخرى. في الأشهر الأخيرة، دارت معركة عامة وقانونية على أرض تشكل حوالي ربع مساحة الحي بأكمله، بيعت من البطريركية الأرمنية لصالح شركة إسرائيلية إماراتية.
هذه الصّفقة، تذكرنا بالقضية التي هزت أملاك طائفة الروم الأرثوذكس في القدس في العقود الأخيرة، وأدت إلى مصادرة اثنين من أصولها الضخمة في باب الخليل من قبل جمعية عطيرت كوهانيم، تقول الجالية الأرمنية بأنها تعلمت الدرس من طائفة الروم الأرثوذكس ولن تكرر نفس الأخطاء.
إلى جانب التوتر بين طائفة الأرمن وعناصر خارجيّة، أدى انفجار القضية أيضا إلى زيادة التوتر بين القيادة الدينية وأعضاء الطائفة من الشباب، فمن يقود الاحتجاجات ضد صفقة تسريب الممتلكات هم نشطاء أرمن شباب، يزعمون أن النظام الأبوي أبرمها دون مشورتهم.
محور القضية الحالية هو آخر منطقة مفتوحة كبيرة في البلدة القديمة – إذا استثينا منطقة المسجد الأقصى – مساحتها الإجماليّة 11.5 دونم تقع بين الدير الأرمني وأسوار المدينة. في القرون الأخيرة استغلّت المنطقة لصالح الأرمن، للزراعة وتربية الحيوانات، وتم بناء مدرسة كنسيّة ومنازل لسكان الطّائفة الأرمنيّة وغير ذلك من المباني.
في العام 2020 ، وُقّعت اتفاقية بين البطريركية الأرمنية وبلدية القدس ، تم بموجبها تعبيد جزء من المنطقة وبناء موقف سيارات يضم 180 موقفا، نصفها لصالح سكان الرّبع اليهودي والنصف الآخر لسكان الرّبع الأرمني. انتقدّ الأرمن الاتفاق لأنّه يقلص المساحة المخصصة للسكان الأرمن في القدس ويشكل وفقًا للمنتقدين خطوة لتهويد البلدة القديمة.
لكن الصفقة التي أشعلت الاحتجاجات تكشّفت في تمّوز 2021 ، أذ تمّ توقيع اتفاقية يتم بموجبها تأجير المنطقة المملوكة للبطريركية لشركة حدائق زانة لمدة 49 عاما، مع خيار تمديدها لمدة 49 عاما أخرى، ستمتدّ تبعًا لذلك اتّفاقية التّأجير إلى 98 عاما مما يحوّل عقد الإيجار لعملية بيع في الواقع.
توسّعت الصّفقة التي بلغت قيمتها مليوني دولار فقط لتشمل مبان ومناطق إضافية خارج حدود موقف السيارات، بما في ذلك قاعة المدرسة الأرمنية للإكليروس، وحديقة وخمسة أبنية سكنية، تغطي مساحة إجمالية قدرها 11.5 دونم، لكن اللافت أن البطريركية لم تُفصح عن تفاصيل الاتّفاق، ولم يكن سكان الحي يعرفون أنه يشمل مناطق إضافية خارج موقف السيارات.
غضبت الطائفة الأرمنية لأنّ المشترين دفعوا ثمنا بخسًا لعقار لا مثيل له في العالم – مساحة شاسعة وعقارات مبنية في قلب البلدة القديمة في القدس – واتهمت البطريرك نورهان مانوجيان بتجاوز حدود سلطته، ووجهّت تهم الفساد نحو مفوض ممتلكات الكنيسة، الأب بارت يرتزيان.
◀️المصدر: نير حسون هآرتس
📍الرّابط: https://katzr.net/7db529
ا📷لصورة: خريطة للحيّ الأرمني من هآرتس، اللون الأحمر تحت سيطرة الطائفة الأرمنية، اللون الأصفر المناطق التي خسرتها الطّائفة في الصفقة
#الحيّ_الأرمني #صفقة #القدس
https://www.facebook.com/635037348668460/posts/746947584144102