عندما يقرر الإعلام الإسرائيلي إغماض عينيه!!
لقد حوّلنا الإعلام الإسرائيلي إلى أغبياء، عبر حجب المعلومات عمّا يحصل في غزة، فمن وجهة نظر الإعلام الإسرائيلي أن تعلم ما يحدث من حقائق في غزة، هو ببساطة المشاركة في الدّعاية الإعلاميّة لحركة حماس.
ظهرت ميرف غونن؛ وهي والدة رومي إحدى المخطوفات إلى غزة في مقابلة تلفزيونية مع رفيف دروكر، وكانت قبل ذلك في مقابلة طويلة مع قناة الجزيرة، سألها المذيع عن الاحتلال وعن الحرب على غزة(رفضت الإجابة على أسئلة المذيع، ولا ألومها على ذلك). دروكر تدخل في الحوار وقال أن المذيع مناصر للفلسطينيين، في الاستوديو أيضًا تواجدت من عرّفت على نفسها "بالصحفية" وقالت بانفعال أنها تشاهد الجزيرة لكي ترى حجم الأكاذيب التي تسوّقها القناة عن إسرائيل، وليس لأنها (لا سمح الله القناة الوحيدة التي تبثّ من داخل غزة)، وقالت "الصحفية" أنها مصدومة من أكاذيب الجزيرة! التي صوّرت أن ما يحصل في غزة إبادة جماعيّة!
كان بإمكان هذه "الصحفية" أن تقول هناك قتل ودمار فظيع، ولكن لا يوجد مفرّ، أو لا أكترث لذلك، أو ليدفعوا ثمن أفعالهم بنا، لكنها لم تقل ذلك، هذه "الصحفية" التي تشاهد أكاذيب الجزيرة كما تقول، لدوافع تتعلق بأبحاثها عن العدو، وليس من أجل أن تعلم ما يحدث في غزة.
هذه المقابلة ذكّرتني أيضًا أنه قبل عدّة أيام كنت أشاهد برنامج دروكر، استضاف آنذاك شلومي آلدر، وبرأيي هو الوحيد الذي يستحق أن يوصف بأنه مراسل الشؤون العربية في الإعلام، وكان آلدر قد أجرى مقابلة مسجّلة مع مدير مستشفى الشفاء بغزة، وكان في الاستوديو صحفي آخر يعرّف على نفسه أنه مراسل للشؤون العربية دون أن يستحق ذلك، جادل بأنّه لا بجب بثّ المقابلة مع مدير مستشفى الشفاء لأنها تعتبر دعاية لصالح حماس. دروكر عقّب على ذلك بأنه على الرغم من ذلك يجب أن نسمع ما يحدث في الشفاء، وليس من الضروري أن نصدقهم، لكن المراسل مصرّ على موقفه بأن المقابلة لا يجب أن يتم بثّها، وقام طوال الوقت بتصحيح اسم مدير مشفى الشفاء، فلا يجب أن تنطق الأسماء العربية بشكل خاطئ، لكنه لم يلقي بالًا للكتابة عن الحقائق بدقة من الميدان.
بعد شهر أو شهرين، عندما يُجبر العالم إسرائيل على الخروج من غزة بالقوة، سيصاب الاسرائيليون بالدهشة! ما الذي حدث في غزة؟! السبب لكلّ هذا الجهل الجماعي عدم وجود صحافة تنقل الحقائق، لأنه حسب الإعلام الإسرائيلي حتّى معرفة ما يحدث بغزة لمجرد المعرفة هو دعاية لحماس!!
جهلنا وغبائنا واحتقارنا لغزة كإسرائيليين دفعنا ثمنه غاليًا يوم 7 أكتوبر. ويبدو أن الإعلام الإسرائيلي يؤكد لنا أننا سنستمر في دفع أثمان عالية، ودائمًا سنكون مندهشين، ما الذي حصل في غزة؟ الوضع معقول هناك، أليس كذلك؟!
◀️ المصدر: أساف ديفيد
الرابط: https://katzr.net/e449df
📷 الصورة للصحفي رفيف دروكر على منصة x
#حرب #إعلام_إسرائيلي #غزة
https://www.facebook.com/635037348668460/posts/729278662577661