طالبة تروي قصتها مع أكاديمية الفن والتصميم (بتسلئيل)، واستغلال المعلّمين للطالبات من خلال سلطتهم ونفوذهم

"قبل ٥ سنوات، تم قبولي لأكاديمية الفن والتصميم بتسلئيل. فرحت جداً وتحمّست لتقديم امتحانات القبول! قمت على مرّ فترة طويلة بتحضير الـPortfolio ا الخاص بي والذي يحتوي على الأعمال الفنية التي أنتجتها، والتي تضمنت لوحات، منحوتات، صور فوتوغرافية وأعمال فنية متنوعة وكثيرة. في الامتحان الأول، أتذكر بأنني حتى قد استمتعت. بعدد ذلك، تلقيت رسالة بأنني قد اجتزت الامتحان الأول، وأنني مدعوّة للامتحان الثاني، امتحان المرحلة التالية.
لكن في الامتحان الثاني، تغيّر كل شيء.

دخلت إلى الغرفة الفارغة، أمامي طاولة سوداء طويلة، ويجلس عليها ٦ أشخاص على الأقل من معلمين ومحاضرين جنباً إلى جنب، وقد وقفت أمامهم. بحماسة كبيرة جداً، قمت بعرض أعمالي الفنية أمامهم، والتي تضمنت حوالي ٥٠ عملاً فنياً، من تماثيل ولوحات وصور والتي قمت بإنتاجها طوال ٣-٤ سنوات عملت فيها بجدّ، في المدرسة التي تعلمت فيها الفن لمدة ست سنوات حينها، وكخرّيجة للعديد من المساقات تحت أيدي فنانين وفنانات مختلفين. وقفت أمامهم، نظراتهم غاضبة، ولم يقولوا أي شيء. بعد بضع دقائق، توجهت إليّ احدى المعلمات الجالسات على الطاولة:

"هذا كل ما أحضرته لنا؟"

صُدمت مما قالته، استمرا في الحديث والقهقهة فيما بينهم، ورفع بعض الأعمال الفنية الخاصة بي عن ورميها من شخص إلى آخر والقول: "أمر لا يصدّق، انظروا"، وضحكات تملاً المكان. خرجت من هناك مصدومة تماماً.
أصبت بخيبة أمل، لكنني تقبّلت الموقف، ومن ردود فعلهم، فهمت بأنه لم يتم قبولي.
في طريقي للخروج من بتسلئيل، توجهت لبعض الطالبات وسألتهنّ: "اسمعوا، كيف ترون التعليم في بتسلئيل؟"
احدى الطالبات، صاحبة عيون مشرقة وشعر قصير مقصوص أجابتني:" في الاستراحات، يقوم الطلاب بتدمير الأعمال الفنية الخاصة بالطلاب الآخرين".
لم أصدق، سألتها: "لماذا يحدث ذلك؟"، أجابت: "بسبب التحدي هنا".
واحدة أخرى قالت لي:
"كوني حذرة إن كنت تنوين القدوم إلى هنا، يقوم المعلمون والمحاضرون بفرض أنفسهم على الطالبات، الأجواء هنا مخيفة وليست آمنة".
هربت من هناك بأسرع وقت ممكن، ومنذ حينها لم أعد.
بعد أسبوع، تلقيت مكتوباً رسمياً من بتسلئيل، وفيه الرسالة التالية:
"يسعدنا إبلاغك بأنه قد تم قبولك إلى بتسلئيل…."

هنا كنت في حيرة من أمري تماماً، فقد قامت لجنة المعلمين بالضحك على أعمالي والاستهزاء بها أمامي، فلماذا قاموا بقبولي؟؟؟ فهمت ان هناك أمراً غير صحيح يحدث في بتسلئيل. أجواء تحدي-تدنير، استقواء، إهانة علنية، معلمون ومحاضرون والذي يقومون بالتحرش بالطلاب والطالبات، يستغلون قوتهم باسم الفن والشكاوى التي يتم إلصاقها بالأشخاص وإسكاتها.

بدأت المزيد والمزيد من القصص تصل إليّ تدريجياً. طالبات واللواتي يشتكين لبتسلئيل حول مضايقات والتي تعرّضن لها هناك، ولكن لا يتم الرد على شكواهن كما يجب.
من المحزن جداً أن نعلم بانه حتى في الأوساط الأكاديمية، فإننا لسنا آمنين. معلمون ومحاضرون يستغلون قوتهم واسمهم من أجل إيذاء الطالبات. ليس هناك خيار سوى إسماع أصواتنا، وسؤال الطالبات المستقبليات واللواتي يفكّرن في التعلم في بتسلئيل، هل ترغبن بالتعلم في مكان كهذا؟

هل يختبئ واقع قاتم خلف الاسم اللامع والرائع لأكاديمية التصميم والفن بتسلئيل؟
تجدر الإشارة إلى أن الظاهرة أكبر من ذلك بكثير، ففي أكاديميات أخرى للفن والتصميم في البلاد هناك تحرش جنسي من طرف المحاضرين أصحاب السلطة تجاه الطالبات. هذا المنشور يركز على بتسلئيل، لكن بتسلئيل ليست الاكاديمية الوحيدة التي تقوم بتخبئة الشكاوى"

◀️ المصدر: פוליטיקלי קוראת
—————————
#القدس #تحرش #تعليم #بتسلئيل
رابط المنشور الأصلي 👈https://bit.ly/3HR9PuO

https://www.facebook.com/198764100710651/posts/1089441368309582/