رأي يهودي من القدس حول عملية الطعن يوم السبت في المدينة

"هذا هو مراد بركات، الإرهابي الذي قام بعملية الطعن يوم السبت صباحاً في القدس بالقرب من مجمّع المحطة. أتى للمكان مسلّحاً بسكين، وعندما مرّ من أمامه مواطن عشوائي خلال قيامه بالركض الصباحي الخاص به، هاجمه مراد وحاول طعنه بكل قوته. حاول قتله. قام الشاب الضحية بمقاومة مراد وعدم الاستسلام، وبالرغم من أنه تعرض لبعض الطعنات، إلا أنه تمكن من إسقاطه أرضاً، مما تسبب في فقدان مراد للسكين من يده. بعد قتال صغير على الأرض، تمكن الضحية من النهوض والهروب من هناك. بخلاص من الله وقوة هائلة، تم إنقاذه وقد خرج من من من كل هذه القصة بجراح طفيفة فقط.

بقي مراد في منتصف الشارع، وفشل عمله الإرهابي. في غضون ذلك، وصلت قوات الشرطة للمكان، أحاطوا به، فقام وبدأ بالمشي لاتجاهات مختلفة. صرخ عليه الشرطيون بالتوقف عدة مرات، لكنه لم يتوقف واستمر في الذهاب. قام شرطي بإطلاق النار عليه (حالياً مقطع فيديو إطلاق النار منتشر في الشبكات الفلسطينية، دون ذكر ما كان قبل ذلك، بعنوان "شرطي الاحتلال تطلق النار على شاب فلسطيني"، دون وجود سياق للقصة). أصيب مراد وتم نقله إلى مستشفى شعاري تسيدك، حيث يتم تقديم العلاج له ليبقى على قيد الحياة. دخلت الرصاصة في بطنه وأصابت عموده الفقري، والآن هو مخدّر ويخضع للتنفس الاصطناعي أربعة أيام. قد قاموا بإنقاذ حياته في المستشفى، لحسن حظه. وبما أنه قام بعملية إرهابية ويتم اعتباره كإرهابي خطير، فإنه قدماه ويده مقيّدتان طوال فترة مكوثه في المشفى.

قام الصحفي ليران تماري من موقع ماي نت صباح اليوم بنشر منشور هو تعقيد غير عادي في هذه القصة بأكملها. أرسل مدير وحدة التراوما في المستشفى مكتوباً للشرطة يطلب منها إزالة القيود عن رجلي ويد مراد، لأنه ذلك يعرضه للخطر ويضرّ بفرص شفائه. كتب مدير الوحدة " عليّ أن أؤكد على أن الحركة ضرورية لصحته بعد هذا النوع من الإصابة، وأي تقييد للحركة من شأنه أن يهدد عملية شفائه والتي قد تؤدي لتكوّن جلطات دم في الأوردة، لتشكل تقرحات والتهابات"، وأضاف "بالطبع فإنه أثناء التخدير والتنفس الاصطناعي، لا يشكل المريض أي خطورة لأنه فاقد للوعي. ولكن حتى بعد أن نقرر وقف التخدير والتنفس، يجب أن يُسمح للمريض بالتحرك بحرية، من أجل منع المضاعفات المذكورة أعلاه". وبحسب الصحافي نير حسون من هآرتس، فقد انضم رئيس لجنة الأخلاقيات في نقابة الأطباء وأطباء آخرون إلى طلب الطبيب.

عليّ أن أعترف بأن ذلك يشعرني بالقلق. هذا الرجل غادر منزله في الصباح من أجل ترهب الحيّز المدني المقدسي الذي أعيش فيه. إن ذلك مخيف. لا أريد أن يقوموا بطعني خلال مشيي في الشارع، فالغضب تجاهه يتصاعد. علينا أن ننقذ حياته، بل وأن نكون لطفاء معه نزيل عنه القيود. إن نظرتي للعالم تحوم في الأعلى، تذكّرني بكل الوضع في القدس، من يقوم بخلقه، مسؤولية إسرائيل، فهم مكان الفلسطيني المقدسي وواقعه، عضب تجاه من يقوم بإشعال الأوضاع في المدينة، وغيرها وغيرها وغيرها وكل الأمور التي أعرفها، التي أقولها، والتي أعظ بها، والتي أُعلّمها، لكن الخوف والغضب يبدوان أقوى في بعض الأحيان، وإنني أدع ذلك يخرج مني.

بعد ذلك أقوم بتذكير نفسي، بأن المستشفى والشرطة هم ليسوا المحكمة. لم يقم رجال الشرطة بقتله في الميدان كما يحدث عادة، ويجب أن لا يحدث ذلك في المشفى. إذا كنا أخلاقيين وإذا كان نظامنا القانوني صحيحاً بالنسبة لنا، فعلينا أن نمنحه الحد الأقصى من أجل الشفاء العاجل، ومن ثم يحاكم في المحكمة. هناك مقاطع فيديو لهجومه المريض من كل الزوايا. سيتم سجنه لسنوات طويلة (ولا، لا تزعجني ظروف السجن الخاصة بنا، نحن نقوم بتوقيع الاتفاقيات وكذلك يفعل الأسرى، ليس هناك ما يمكن فعله). وهكذا يجب أن يكون، لا يجب قتله بشكل بطيء وهو مربوط بسرير المشفى، لأنه عندها سيكون كل العلاج عبارة عن مسرحية.

دعوا الأطباء يفعلون ما يفترض بهم فعله، وإلا فذلك مجرد تظاهر. بالإمكان بسهولة رميه في الشارع وهذا هو، لكن بما أنه يتم العلاج، فدعوا العلاج يتم. هو مخدر ويخضع للتنفس، وعندما يعود إلينا، حينها قوموا بتقييده. إنه يخيفني أيضاً، لكن ليس بينما هو يحتضر في سرير المشفى. هيا يا شرطة، استيقظوا.

يجب إزالة القيود عن مراد الآن. البارحة. ماذا يمكننا فعله، حتى عندما يكون الأمر صعباً، علينا ان نكون أخلاقيين من الداخل، فإننا ندّعي بأننا كذلك، فهيّا."

◀المصدر: شير أهارون Shir Ahaton
——————————–
#طعن #القدس #شرطة #مستشفى
رابط المنشور الأصلي 👈 https://bit.ly/3IrXBr3

https://www.facebook.com/198764100710651/posts/1028796587707394/